ربما تصحو أحلام ..
ماعلاقة جيفارا الذي قاتل الأمبريالية من أمريكا اللاتينية حتى أدغال أفريقيا وكاسترو الذي حاصرته أمريكا ستين عاما بالسنوسي الذي نصبه الأستعمار البريطاني ملكا وحماه بالقواعد الأستعمارية البريطانية والأمريكية ؟ .. ما علاقة بورقيبة الذي رفض مبادرات الوحدة وفرنس تونس وجعلها فرنكفونية لدرجة دعا في 1965 إلى كومنولث فرنسي يضم كل الشعوب التي تتكلم الفرنسية ، وقال ( إن مستقبلنا مرتبط بمستقبل الغرب عموماً ومتضامن مع مستقبل فرنسا خاصة ) بعبدالناصر الذي رفع لواء الوحدة العربية وقاتل العدوان الثلاثي ورفض الوصاية البريطانية والهيمنة الغربية ؟ .. ما علاقة محمد الخامس الذي أرتهن للمخابرات الأمريكية وجعل بلده وكرا لها لدرجة زرع اجهزة تصنت في القمة العربية لصالح الكيان الصهيوني ببن بلة الذي قاد المقاومة وقاتل الأستعمار الفرنسي ؟
أسترسلت أحلام في الأحلام حتى أختلطت عليها الأحلام الوردية بالكوابيس المزعجة .. وظننتها أنها ستزيد القائمة تميم وأردوغان وبن زايد وعبدالجليل والجلبي وحتى ناكر ..
في السنوات الخداعات يختلط الأمر على الناس .. وحتى النخب في الثقافة والفن والأدب والرياضة لن تنجو من هذه الفتنة .. كما رأينا عقيد الحارة سامر المصري يفر من دمشق لينظم لمليشيات ممولة ومسلحة من الفرنسي والأمريكي .. ورأينا الكوني يترك أدب الصحراء وفارس الصحراء وخيمة الصحراء لينظم إلى حلف الكاوبوي ورعاة البقر الذين حولوا طهر الصحراء إلى نار حمراء .. ورأينا أصالة نصري التي تغنت بالحلم العربي والقدس تتنكر لدمشق وترتمي في أبوظبي بين خمسة ألاف أمريكي في قاعدة الظفرة وعشرات ألاف الصهاينة في أبراج دبي ..
أن تكون فقيه ومثقف وشاعر وفنان وأديب لايعفيك من السقوط إذا لم تتعمق في الفهم وتمتلك الوعي .. فالإعلام يغسل العقول .. والأساطيل ترعب النفوس .. والفتن كقطع الليل المظلم ..
نحترم زخم أدبك الثري الذي رحل بنا إلى فضاءات ألهبت المشاعر وداعبت الأحاسيس .. لكن لا نقبل خلط الأمور التي تدل على فقر في التاريخ والسياسة .. خاصة أن لك جمهور عريض يراك قدوة ونجمة ... الفارس الليبي