بداية الحكاية:
أزمة تضرب أوروبا:
لنتفق بشكل واضح على أن ما سنتحدث عنه اليوم من أزمات لا يقتصر على الأندية الألمانية فقط بل هو نموذج لكل ما ينتظر معظم الأندية الأوروبية بالدوريات الكبرى ففي بعض الدول متل اسكتلندا وإيرلندا تفشت الأزمة منذ الآن وطلب نادي هارتس من الجميع الموافقة على خصم 50% من رواتبهم أو الموافقة على فسخ عقودهم بالوقت الذي طلبت فيه أندية البريميرليغ من رابطة اللاعبين المحترفين الموافقة على تخفيض أجور اللاعبين خلال فترة انتشار الكورونا لكن الطلب قوبل بالرفض لكن في ألمانيا بدأت الظواهر تنجح من خلال أشخاص أظهروا حرصهم على أنديتهم.
نقطة تحول:
بداية ظهور المبادرات:
تحتاج التضحيات الكبيرة لمن يوافق على أخذ المبادرة الأولى وهذا تم فعلاً بمؤتمر الاتحاد الألماني يوم أمس حين أعلن رئيس الاتحاد مع أعضاء الإدارة والمدرب يواكيم لوف إضافة لمدير المنتخب أوليفر بيرهوف عن تخفيض رواتبهم طوال فترة انتشار فيروس كورونا.
المبادرة خرجت من إطار المنتخبات للأندية مع تقديم لاعبي بوروسيا مونشنغلادباخ لطلب رسمي لإدارة ناديهم يبدون من خلالها رغبتهم بتخفيض رواتبهم خلال فترة انتشار المرض دعماً للنادي بأي أزمة مرتقبة وبعد هذا الطلب تقدم الجهاز الفني والإداري مع إدارة النادي بطلب مماثل ليتم تخفيض رواتب جميع العاملين بالنادي.
من جانبه أعلن الرئيس التنفيذي لدورتموند هانز فيليم فاتسكه عن تنازله عن ثلث راتبه أيضاً خلال فترة انتشار المرض بمبادرة يأمل من خلالها أن تكون خطوة لضم أشخاص آخرين من النادي.
لامة فشل:
إلى متى ستصمد الأندية؟
لم يتردد أحد مسؤولي لايبزيغ بالإعلان عن خطورة الموقف مؤكداً أن ناديه لن يتحمل دفع رواتب عامليه إلى ما بعد شهر مايو بحال لم تُستأنف المنافسات حيث يعول أي نادٍ على مداخيله من بث مبارياته والتذاكر لدفع مستحقات العاملين واللاعبين وأجور النادي الأخرى، بحسب لايبزيغ فإن النادي يملك 400 موظف ومع بداية شهر حزيران لن يتمكن النادي من دفع أي فلس إضافي ما لم تعُد المنافسات حينها ونحن اليوم نتحدث عن واحد من أغنى أندية ألمانيا والذي تتكفل شركة ريدبول بدعمه فكيف يكون الحال بالنسبة للأندية الأضعف مادياً؟
تطور القضية:
الحاجة لحلول سريعة:
قالت صحيفة "بيلد" اليوم أن رئيس رابطة البوندسليغا كريستيان سايفرت سيعقد مؤتمراً صحفياً الاثنين المقبل يطلب من خلاله من اللاعبين تخفيض أجورهم خاصة بعد أن أكد عدم وضوح موعد عودة الدوري ملمحاً لإمكانية تأخر ذلك حتى شهر يونيو بالتالي سيكون على الرابطة البحث عن حلول تقي الأندية من الانهيار خلال هذا الوقت.
شخصيات عديدة طالبت اللاعبين بتخفيض رواتبهم من بينهم عمدة رئيس وزراء إقليم بافاريا ماركوس زودير بالوقت الذي حذر فيه يوب هاينكس من خطورة التأخر بالاستجابة للأزمة الاقتصادية الحالية مشيراً لإمكانية تأديتها لنتائج كارثية لاحقاً.
الكرة الأوروبية بخطر؟
وصلت الاستثمارات بعالم كرة القدم حد الجنون بالسنوات الأخيرة وهو أمر منطقي قياساً لمدى شعبية اللعبة وأهميتها وهو ما كان يدفع الأندية دائماً لوضع خططها السنوية على أساس ما ستحصل عليه من أجور عند نهاية الموسم وتترك حداً قليلاً فقط بين المداخيل والمصاريف لكن أزمة كورونا جاءت لتضع المستثمرين والمسؤولين بموقف صعب قد يجبرهم ربما على التفكير كثيراً قبل إدخال استثمارات كبيرة بالمواسم المقبلة بالوقت الذي يستمر فيه السؤال... ماذا لو تأخرت كرة القدم بالعودة كثيراً وغرق العالم بأزمة كورونا؟ من الذي سيحمي الأندية من الانهيار الجماعي حينها؟
المصدر : اورو سبورت
